حــوار بيـن سمكتيـن
دار حديث بين سمكتين.. فقالت أحدهما للآخر.. احذري من سنارة الصياد فإن هذا الطُعم الذي يضعه على سنارته ؛ كي يمسك بكِ ثم يرفعك إلى الأعلى ثم يضعك على مقلاته ويقلبك في زيته ثم توضعين على سفرة عائلته ثم تتناوشك السكاكين والأيدي وتصبحين أثراً بعد عين.. فأنا لك ناصحة ، وعليك مشفقة. فقالت لها: إنك مغفلة.. وعن رزق الله الذي ساقه إليك زاهدة.. وما تقولينه مجرد ظنون وسراب يحسبه الظمآن ماءا .. كيف أفرط في طعام وافر لذيذ؟ وكيف أدع هذه الفرصة تضيع علي سدى.. ألم تسمعي قول القائل :
إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن الغاديات لها سكون
وقد هبت رياحي.. وجاءني رزقي إلى حد بيتِ .. أأدعه لقولك، وأتركه لنصحك؟؟ فقالت لها أختها.. لقد أعذرت وأنذرت.. وما عليَّ إلا البلاغ .. فذهبت السمكة إلى السنارة لتأكل الطعم المعلق.. فما هي إلا لحظات وإذا بالصياد يرفع سنارته.. ويصعد بها إلى الأعلى.. والسمكة تحاول الفرار دون فائدة.. فقد فات الاوان.. وما ينفع حينها الصوت ، رُفِعت السمكة إلى الأعلى وذهب بها الصياد إلى داره والسمكة تتذكر كلام صاحبتها ولكن ما تنفع الذكرى وقد وقع الفأس على الرأس وكانت تتنهد وتقول بلسان حالها.. ليتني أطعت فلانة ..ليتني سمعت كلامها.. واستجبت لنداءها ..آه لقد كانت لي ناصحة ..وعليَّ مشفقة !!
أخي القارئ.. ما دار بين السمكتين هو ذاته الذي يدور بين الناصحين المشفقين لأولئك الأقوام الذين غرتهم الحياة الدنيا وغرهم بالله الغرور ، فالناصح يقول لإخوانه.. احذروا القنوات الفضائية..احذروا المعاملات الربوية.. احذروا الأفلام والمجلات الفاسدة.. وبعض الناس يصر إلا أن يفعل ويشاهد ويشرب ويأكل مما حرم الله.. ولسان حاله يقول.. هذا رزق ساقه الله إلينا.. وإذا بلغنا الستين أو السبعين نعود إلى ربنا ونرجع إلى رشدنا.. وما دمنا في زهرة شبابنا.. وريحانة عمرنا.. فما المانع أن نستمتع قليلا.. ونفرفش أحيانا.. وربنا رحيم ودود.. ونسي هؤلاء أن الذنوب لها عواقب وخيمة وأخطار جسيمة.. قد تؤدي بالعبد إلى سوء الخاتمة.. وقبح النهاية ، فمن يضمن أن يوفقه الله لخاتمة حسنة وقد جاهر الله بالمعاصي صبح مساء؟! وكيف يأمن العبد على نفسه وهو يتهاون بالصلاة ويتكاسل عن أدائها.. ويفرط في حقوق الله تعالى ، قال الله تعالى { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} وكم هم أولئك الأقوام الذين ماتوا على أبشع صورة.. وأشنع خاتمة ، وكانوا ربما يُمنون أنفسهم بالتوبة إلى الله تعالى، وصدق ابن مسعود رضي الله عنه ( السعيد من وعظ بغيره )
فهل تتعظ بمن سبقك وتعود إلى ربك أم أن تكون كتلك السمكة التي أعرضت عن النصيحة وركبت رأسها فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا
نسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يوفقك لسبيل الرشاد.
م
ن
ق
و
ل
دار حديث بين سمكتين.. فقالت أحدهما للآخر.. احذري من سنارة الصياد فإن هذا الطُعم الذي يضعه على سنارته ؛ كي يمسك بكِ ثم يرفعك إلى الأعلى ثم يضعك على مقلاته ويقلبك في زيته ثم توضعين على سفرة عائلته ثم تتناوشك السكاكين والأيدي وتصبحين أثراً بعد عين.. فأنا لك ناصحة ، وعليك مشفقة. فقالت لها: إنك مغفلة.. وعن رزق الله الذي ساقه إليك زاهدة.. وما تقولينه مجرد ظنون وسراب يحسبه الظمآن ماءا .. كيف أفرط في طعام وافر لذيذ؟ وكيف أدع هذه الفرصة تضيع علي سدى.. ألم تسمعي قول القائل :
إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن الغاديات لها سكون
وقد هبت رياحي.. وجاءني رزقي إلى حد بيتِ .. أأدعه لقولك، وأتركه لنصحك؟؟ فقالت لها أختها.. لقد أعذرت وأنذرت.. وما عليَّ إلا البلاغ .. فذهبت السمكة إلى السنارة لتأكل الطعم المعلق.. فما هي إلا لحظات وإذا بالصياد يرفع سنارته.. ويصعد بها إلى الأعلى.. والسمكة تحاول الفرار دون فائدة.. فقد فات الاوان.. وما ينفع حينها الصوت ، رُفِعت السمكة إلى الأعلى وذهب بها الصياد إلى داره والسمكة تتذكر كلام صاحبتها ولكن ما تنفع الذكرى وقد وقع الفأس على الرأس وكانت تتنهد وتقول بلسان حالها.. ليتني أطعت فلانة ..ليتني سمعت كلامها.. واستجبت لنداءها ..آه لقد كانت لي ناصحة ..وعليَّ مشفقة !!
أخي القارئ.. ما دار بين السمكتين هو ذاته الذي يدور بين الناصحين المشفقين لأولئك الأقوام الذين غرتهم الحياة الدنيا وغرهم بالله الغرور ، فالناصح يقول لإخوانه.. احذروا القنوات الفضائية..احذروا المعاملات الربوية.. احذروا الأفلام والمجلات الفاسدة.. وبعض الناس يصر إلا أن يفعل ويشاهد ويشرب ويأكل مما حرم الله.. ولسان حاله يقول.. هذا رزق ساقه الله إلينا.. وإذا بلغنا الستين أو السبعين نعود إلى ربنا ونرجع إلى رشدنا.. وما دمنا في زهرة شبابنا.. وريحانة عمرنا.. فما المانع أن نستمتع قليلا.. ونفرفش أحيانا.. وربنا رحيم ودود.. ونسي هؤلاء أن الذنوب لها عواقب وخيمة وأخطار جسيمة.. قد تؤدي بالعبد إلى سوء الخاتمة.. وقبح النهاية ، فمن يضمن أن يوفقه الله لخاتمة حسنة وقد جاهر الله بالمعاصي صبح مساء؟! وكيف يأمن العبد على نفسه وهو يتهاون بالصلاة ويتكاسل عن أدائها.. ويفرط في حقوق الله تعالى ، قال الله تعالى { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} وكم هم أولئك الأقوام الذين ماتوا على أبشع صورة.. وأشنع خاتمة ، وكانوا ربما يُمنون أنفسهم بالتوبة إلى الله تعالى، وصدق ابن مسعود رضي الله عنه ( السعيد من وعظ بغيره )
فهل تتعظ بمن سبقك وتعود إلى ربك أم أن تكون كتلك السمكة التي أعرضت عن النصيحة وركبت رأسها فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا
نسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يوفقك لسبيل الرشاد.
م
ن
ق
و
ل